رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم، لـ"الخبر"
"سنرسّم نزول أي فريق متورّط في التلاعب بنتائج المباريات"
797
قراءة
الجزائر: حاوره رفيق وحيد / 15:00-26 مايو 2016
+ع -ع
أعلن رئيس رابطة كرة القدم المحترفة أن عهد التسامح قد ولّى، وأن هيئته ستضرب مستقبلا بيد من حديد حين يتعلّق الأمر بالتلاعب بنتائج المباريات، مثلما هو حاصل مع تناول المنشطات. وقال محفوظ قرباج في حوار خص به “الخبر”، إن بعض رؤساء النوادي فاقدون للوعي حين يتمادون في منح رواتب خيالية رغم ارتفاع حجم الديون، مضيفا بأن إقرار إنزال فريق أو عدة فرق في قضية مباراة شباب عين فكرون وجمعية الخروب أمر غير مستبعد.
الرأي العام الرياضي يترقّب نتائج قضية التحقيق في مباراة شباب عين فكرون وجمعية الخروب، هل يُمكن أن تفضي التحقيقات إلى إنزال النوادي؟
يجب الإشارة في البداية إلى أن لجنة الانضباط هي المسؤولة عن دراسة القضية وليس الرّابطة، ومن وجهة نظري، فإنه لو وُجدت أدلة وقرائن تُدين ناديا واحدا أو عدّة نواد، فإن لجنة الانضباط ستتخذ حتما الإجراءات اللاّزمة، حتى تلك المتعلّقة بإنزال النوادي إلى درجة دنيا.
لم يسبق في تاريخ البطولة الجزائرية إنزال أندية لأسباب غير رياضية، فهل يُمكن أن نعيش اليوم سابقة في هذا المجال؟
لا أريد استباق الأحداث، ولا أريد الإدلاء بتصريح أو تقديم رأي أو موقف حتى لا أظلم أي فريق، لكنني أحرص على القول بأن القضية المطروحة على لجنة الانضباط والتي تدرسها بجدية كبيرة، يمكن أن تجعلنا نتائجها أمام سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية، واللّجنة اليوم تستمع لكل الأطراف وكل النوادي، وهي تستدعي، في إطار التحقيقات، كل الأشخاص الذين لهم علاقة بالقضية، وأقول ذلك للتأكيد مرة أخرى بأن الملف يتم معالجته بجدية حتى يتم إصدار الحكم النهائي عن قناعة.
التساؤل القائم يتعلّق بالمدة التي يستغرقها التحقيق وتاريخ إصدار الحكم؟
من غير المعقول أن نستعجل هيئة في تحقيقاتها، يجب تفادي ذلك إذا أردنا أن يكون الحُكم عادلا ومنصفا، فاللّجنة، كما ذكرت، لا تستثني أي طرف أو شخص يرد اسمه في التحقيقات، ولا يمكن حاليا أن نتهم أي أحد، والمطلوب ترك لجنة الانضباط تواصل تحقيقاتها دون ضغط ومنحها الوقت الذي يتطلّبه التحقيق قبل الإعلان عن الحُكم النهائي.
نفهم بأن التحقيقات لا تشمل سوى مسؤولي نوادي شبيبة بجاية واتحاد الشاوية وشباب عين فكرون وجمعية الخروب؟
لا أريد الخوض في تفاصيل أخرى لتفادي التداخل في صلاحيات لجنة الانضباط، غير أن الأكيد أن هيئة الرئيس حميد حدّاج تدرس كل الوثائق والتقارير وتستمع لكل الأطراف حتى الحكّام ومحافظي المباريات، إنها تعمل بحرية وباستقلالية، وهي تملك كامل الصلاحيات في اتخاذ القرار الذي تراه مناسبا.
شاهدت بالتأكيد صور مباراة شباب عين فكرون وجمعية الخروب التي صدمت الشارع الرياضي الجزائري، ما رأيك فيما شاهدت حتى وإن كانت صورا التقطها هاو من المدرّجات؟
الصور التي شاهدتها للّحظات الأخيرة من عمر مباراة شباب عين فكرون أمام جمعية الخروب صدمتني، أقول ذلك كجزائري متابع للبطولة، إنها صور تصدم فعلا الشارع الرياضي ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتغاضى الرابطة عن الغش أو تزكيه، فالتلاعب بنتائج المباريات غير مقبول تماما، والرابطة يبقى موقفها صارما، وهي تحارب الغش والتلاعب بالنتائج.
نفهم من كلامكم أنكم توافقون على إنزال أي فريق أثبتت التحقيقات بأنه تلاعب بنتائج المباريات؟
بالتأكيد، لا يمكن أن يكون موقفي غير ذلك، فإذا ثبُت بأن فريقا أو عدة فرق اعتمدت على الغش، وكان قرار لجنة الانضباط هو الإنزال، فإنني أزكّي قرارا كهذا، لأنه يهدف إلى محاربة التلاعب بنتائج المباريات ويحافظ مستقبلا على النزاهة وعلى مصداقية البطولة.
ألا تعتقد بأن انتشار صور مباراة عين فكرون والخروب وتناقلها من طرف وسائل الإعلام، هو الذي فضح ما يحدث من تلاعب في البطولة؟
دور الإعلام مهم جدا، وانتشاره بكثرة اليوم ونقله لمختلف الأحداث وكشفه عن عدة جوانب خفية يخدم كرة القدم، فقد أصبحنا، بفضل الإعلام، نقف على عدة حقائق، بمعنى أن الإعلام الجزائري يلعب دورا هاما في محاربة الغش، ويجب أن يبقى هذا الإعلام بنّاء وموضوعيا، والتطوّر لم يجعلنا اليوم نكتشف فضائح التلاعب بالمباريات، بل إن غش اللاّعبين وتناولهم مواد محظورة أصبح اليوم يظهر للعيان بفضل التحاليل والتطوّر الحاصل في هذا المجال للكشف عن المنشّطات، وما أريد قوله أن الغش كان موجودا منذ مدة بعيدة، وما جعلنا اليوم نكتشفه هو التطوّر الحاصل في مجال الإعلام ومحاربة المنشّطات وغير ذلك، والتطوّر فضح اليوم كل الأطراف التي لا تعمل بنزاهة.
ألا ترى بأننا تأخرنا اليوم في الضرب بيد من حديد؟
كان علينا أن نبدأ وقد بدأنا اليوم، وقضية مباراة شباب عين فكرون أمام جمعية الخروب، وكل الأطراف المعنية بالتحقيق قد تكون نقطة البداية في الضرب بيد من حديد، ولا نريد اليوم أن تمر عشر سنوات أخرى دون فرض العقوبات الردعية لنقول بعدها، كان علينا أن نفعل ذلك قبل عشر سنوات.
فضيحة المباراة تسيء لسمعة الكرة الجزائرية، ما يجعل الضرب بيد من حديد أكثر من ضروري لحفظ ماء وجهها، ما تعليقك؟
نحن اليوم طرف في منظومة عالمية لكرة القدم، ولم يعد وجودنا مقتصرا على إطارنا الجغرافي، فهناك الاتحادية الدولية التي تتابع عن كثب كل التجاوزات في كل البطولات وهناك أيضا وسائل الإعلام العالمية، فكل ما يحدث في بطولتنا يتلقاه العالم بأسره، وعليه، من الواجب اليوم أن نستعمل كل الوسائل المتاحة للقضاء على كل أساليب الغش في البطولة من خلال فرض العقوبات اللاّزمة، وإذا اقتضى الأمر إنزال فريق أو فرق إلى درجة سفلى، فإننا سنفعل ذلك دون تردّد، وما أطلبه اليوم من النوادي المعنية، تقبّل القرار النهائي للجنة الانضباط مهما كان.
مشكل آخر قائم يسيء إلى البطولة الجزائرية ويكبح تطوّرها، إنه مشكل الديون العالقة للنوادي، كيف ستتعاملون مستقبلا مع ذلك؟
صدّقوني أنني أُصاب بالجنون وأشعر بارتفاع ضغط الدم حين أقرأ في الصحف أن رؤساء النوادي يعلنون منح اللاّعبين 170 مليون و200 مليون كرواتب شهرية، فهؤلاء (رؤساء النوادي) يشتكون من غياب الأموال، وديونهم في ارتفاع، لكنهم لا يجدون حرجا في منح رواتب شهرية خيالية، هذا غير معقول، ولست أدري إن كان هؤلاء الرؤساء على درجة من الوعي أم لا.
تقصد أن النوادي لا تكترث بحجم الديون المتراكمة عليها؟
لسنا اليوم أمام سوء تسيير، إنما أمام انعدام التسيير أصلا، علينا دق ناقوس الخطر، فالوضع أصبح خطيرا جدا طالما أن رؤساء النوادي فاقدون للوعي، هؤلاء لا يسدّدون رواتب اللاّعبين لكنهم يمنحون في مباريات مصيرية عند نهاية الموسم منحة لكل لاعب بقيمة 50 مليون، من أين لهم ذلك؟ إنه سؤال أوجّهه لهم.
موقفكم مؤشر على أن الرابطة لن تتساهل معهم مستقبلا؟
لو تنطبق السماء على الأرض فإن الرابطة لن تقبل ملف أي لاعب جديد لأي فريق لم يُسدّد ديونه العالقة، لقد حاولنا في البداية المساعدة من خلال الاقتطاع من حقوق البث التلفزي ومنح وقت للنوادي لتسوية وضعيتهم، لكننا اكتشفنا أن ذلك جعل حجم الديون يرتفع، وبالتالي، فإن الرابطة لن تتساهل مع أي فريق، وكل ناد ورد اسمه في آخر اجتماع للمكتب الفدرالي على أساس أنه معني بتسديد الديون، فإننا لن نؤهّل له أي لاعب جديد، وحبّ من حبّ وكره من كره.
هل هو قرار غير قابل للنقاش؟
لا تراجع عن هذا القرار، ومن يجد نفسه غير قادر على تسوية وضعية فريقه، ما عليه سوى الرحيل، وأريد التوضيح بأن الرابطة اكتشفت بأن قضية شباب بلوزداد، التي ورد اسمها في اجتماع المكتب الفدرالي، تم معالجتها، كون اللاّعب واعلي (لاعب سابق للفريق) هو الذي رحل عن الفريق بمحض إرادته.
يبدو أن الرواتب الخيالية التي تمنحها النوادي مؤشر على أن الوضع لن يتغيّر؟
هذا أكيد، فلا توجد نية من رؤساء النوادي لتطهير نواديها، وبالنسبة لي، فإن الإعلان اليوم على صفحات الجرائد عن منح راتب شهري بقيمة 200 مليون، والجزائري البسيط يعاني في حياته اليومية، هو دعوة صريحة للعنف، إنه استفزاز للجزائريين، ما يجعلني أقول لرؤساء النوادي، رجاء قليلا من الخجل يا سادة، على الأقل تستروا على مثل هذه الأرقام الاستفزازية.
ما رأيك في النوادي التي لا تهتم بتكوين ومتابعة لاعبيها الشبّان وإهمال استخراج جواز اللاّعب؟
هذا خطأ كبير، والرابطة قامت بمساع حثيثة مؤخرا لجمع المعلومات عن مجموعة من اللاعبين لاستخراج لهم جواز لاعب لتمكين النوادي التي كوّنتهم من الاستفادة من منحة التكوين، ومستقبلا سيستفيدون من منحة التضامن، وأوجّه نداء للأندية بالتقدّم إلى الرابطة لاستخراج جواز لاعب لأي لاعب تكوّن لديهم حتى يضمنوا حقوقهم مستقبلا، وعلى هؤلاء (النوادي) البحث عن حقوقهم والدفاع عنها لضمان عائدات مالية من صفقات اللاّعبين، وليس انتظار الدعم المالي من البلدية والولاية.
-
Previous article:
الجزائر اولا (8 years ago)